متابعة – أمل علوي
في خطوة هي الأولى من نوعها، نجح باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في تطوير منصة ذكاء اصطناعي شاملة تحاكي عقل العالم البشري في عمليات البحث العلمي، حيث تجمع بين المعلومات المتنوعة وتقوم بتصميم وتنفيذ التجارب بشكل مستقل، مما يمهد الطريق لعصر جديد من الاكتشافات العلمية المتسارعة.
محاكاة العقل البشري في المختبرات
تعتمد معظم نماذج التعلم الآلي الحالية على تحليل أنواع محدودة من البيانات، لكن النظام الجديد CRESt (اختصار لـ Copilot for Real-world Experimental Scientists) يحاكي الطريقة التي يعمل بها العلماء البشريون، حيث يجمع بين:
نتائج التجارب السابقة والأدبيات العلمية المنشورة
الصور المجهرية وتحليل الهياكل الدقيقة
الخبرات الشخصية والحدس العلمي
ملاحظات الزملاء ونتائج المراجعة العلمية
ثورة في تصميم وتنفيذ التجارب
يمكن للباحثين التفاعل مع النظام باستخدام اللغة الطبيعية دون الحاجة لأي مهارات برمجية، بينما يقوم النظام بدوره ب:
مراقبة التجارب باستخدام الكاميرات ونماذج اللغة البصرية
اكتشاف المشكلات واقتراح الحلول فوراً
وضع فرضيات علمية جديدة وتصميم تجارب مبتكرة
تنفيذ التجارب آلياً باستخدام معدات روبوتية متطورة
هندسة معرفية متعددة الوسائط
يشرح البروفيسور جو لي، أستاذ هندسة الطاقة في MIT: “المفتاح في مجال الذكاء الاصطناعي للعلوم هو تصميم تجارب جديدة. نستخدم ملاحظات متعددة الوسائط – مثل المعلومات من الأدبيات السابقة حول كيفية تصرف البلاديوم في خلايا الوقود في هذه درجة الحرارة، بالإضافة إلى ملاحظات الباحثين البشريين – لاستكمال البيانات التجريبية وتصميم تجارب جديدة”.
إنجاز قياسي في خلايا الوقود
في اختبار عملي لأداء النظام، استخدم الباحثون CRESt لاستكشاف أكثر من 900 تركيبة كيميائية وإجراء 3500 اختبار كهروكيميائي، مما أدى إلى اكتشاف مادة محفزة حققت رقماً قياسياً في كثافة الطاقة لخلية وقود تعمل على ملح الفورمات لإنتاج الكهرباء.
تجاوز تحديات التكرارية
واجه الباحثون تحديات كبيرة في ضمان تكرارية النتائج، وهو ما حله النظام من خلال:
المراقبة البصرية الذكية للتجارب باستخدام الكاميرات
اكتشاف الانحرافات البسيطة في الشكل أو الموقع
اقتراح حلول فورية عبر النصوص والصوت للباحثين
تحسين الاتساق في النتائج بشكل مستمر
مستقبل المختبرات ذاتية القيادة
يشدد البروفيسور لي على أن “CRESt هو مساعد وليس بديلاً للباحثين البشريين، الذين لا يزالون indispensable. لكن هذه خطوة نحو مختبرات أكثر مرونة وذاتية القيادة”.
يُمثل هذا النظام نقلة نوعية في طريقة إجراء الأبحاث العلمية، حيث يجمع بين ذكاء الآلة ودقة الإنسان، مما يفتح آفاقاً غير مسبوقة لتسريع وتيرة الاكتشافات العلمية في مجالات المواد والطاقة والطب.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.