متابعة – أمل علوي
أثارت الأبحاث الحديثة جدلاً واسعاً حول تأثير اللوائح الأوروبية الصارمة لحماية البيانات (GDPR) على معدلات الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث خلصت دراسة أجراها الباحث “لويس ألفونسو داو” من جامعة نورث إيسترن الأمريكية إلى وجود تراجع ملحوظ في عد براءات الاختراع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الدول الملتزمة بالتنظيم الأوروبي.
أبرز النتائج
– انخفاض الابتكار: بعد تحليل أكثر من 550 ألف براءة اختراع متعلقة بالذكاء الاصطناعي خلال الفترة 2000-2019، تبيّن أن عدد البراءات المقدمة من الدول الخاضعة لـ GDPR تراجع مقارنة بالدول غير الملتزمة بالتنظيم.
-الثقافة تحدّد حجم التأثير: الدول ذات الطابع الفردي والانفتاح (مثل هولندا والدنمارك) أظهرت مرونة أكبر، بينما تأثرت الدول ذات تفادي المخاطر العالي (مثل البرتغال واليونان) بشكل أقوى.
– تحدٍ صعب للسياسيين يواجه صانعو القرار أزمة توازن بين حماية خصوصية المواطنين وتعزيز القدرة التنافسية لشركاتهم في السوق العالمية للذكاء الاصطناعي.
تفسيرات الدراسة
يقول الباحث داو إن “فرض المزيد من قيود حماية البيانات يعيق تدفق المعلومات المطلوبة لتدريب نماذج التعلّم العميق، ما يبطئ عملية تطوير منتجات وأنظمة الذكاء الاصطناعي”، مشيراً إلى أن بعض الشركات قد تحوّل استثماراتها إلى دول أقل تشدداً في تنظيم البيانات.
توصيات للشركات والحكومات
1. الشركات اعتماد استراتيجية التوسّع الجغرافي المُوجّه، واختيار مواقع ذات بيئة تنظيمية مرنّة لمراكز أبحاث الذكاء الاصطناعي.
2. الحكومات: إعادة النظر في بعض بنود GDPR لتقليل البيروقراطية دون الإخلال بمبادئ الخصوصية، مع تقديم حوافز ضريبية لتسريع الابتكار.
3. المستثمرون: مراقبة المؤشرات الثقافية والتنظيمية عند تقييم فرص الاستثمار في مشاريع الذكاء الاصطناعي الأوروبية.
ما التالي؟
يُتوقع أن تتصاعد الدعوات لمراجعة شاملة لسياسات حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي قبيل إطلاق مخطط “أوروبا الرقمية 2030″، في ظل سعي التكتل للحاق بالولايات المتحدة والصين في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
—
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
