متابعة – أمل علوي
في عالم يتهافت فيه الجميع على تبني أحدث صيحات الذكاء الاصطناعي، يطل علينا عالِم ألماني شكك طوال أربعة عقود في المسار الذي تسلكه هذه التكنولوجيا، ويقدم اليوم رؤية مغايرة تجمع بين النبوءة المحققة والنقد الجذري.
من هو العالِم الذي سبق عصره؟
يورغن شميدهوبر، العالم الألماني والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، لم يكن مجرد متفرج على الثورة التقنية الأخيرة. على العكس، تُعتبر أبحاثه حول الشبكات العصبية المتكررة (LSTM) حجر الأساس الذي تقوم عليه العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بما في ذلك تقنيات الترجمة الآلية والتعرف على الصوت.
رحلة أربعة عقود من التكهنات الدقيقة
منذ ثمانينيات القرن الماضي، تنبأ شميدهوبر بأن:
الذكاء الاصطناعي سيتفوق على الذكاء البشري في القرن الحادي والعشرين
التعلم العميق سيكون المفتاح لتطوير الآلات الذكية
ستصبح الروبوتات الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية
الناقد الأبرز في عصر الهوس بالذكاء الاصطناعي
رغم تحقق العديد من تنبؤاته، يظل شميدهوبر من أكثر المنتقدين شراسة للمنهجية الحالية في تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث يؤكد أن:
مشكلة الانحياز: “الجميع يركزون على التطبيقات قصيرة المدى بدلاً من النظر إلى الصورة الكبيرة”
إشكالية الأسبقية: يشعر بالإحباط لعدم حصوله على التقدير الكافي لإسهاماته الأساسية
تحذيرات مستقبلية: يحذر من أن التطور غير المنضبط للذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديداً للبشرية
رؤية مختلفة لمستقبل الذكاء الاصطناعي
يطرح شميدهوبر مفهوماً مغايراً للذكاء الاصطناعي العام (AGI)، معتبراً أن:
الطريق الحقيقي للذكاء العام يمر عبر تطوير آلات قادرة على التعلم الذاتي المستمر
يجب أن تركز الأبحاث على تطوير أنظمة تستمتع بالفضول والتعلم لاكتشاف العالم من حولها
النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT ليست سوى خطوة أولى في رحلة طويلة
تحديات وأسئلة وجودية
يواجه العالم اليوم معضلات كبرى كان شميدهوبر قد حذر منها:
كيف يمكننا تطوير ذكاء اصطناعي يتوافق مع القيم البشرية؟
من يتحمل مسؤولية القرارات التي تتخذها الآلات الذكية؟
هل نحن مستعدون للتعايش مع كيانات ذكية قد تتفوق علينا؟
صوت العقل في زمن الضجة الإعلامية
في حين تستمر الشركات التكنولوجية الكبرى في التباهي بإنجازاتها، يظل شميدهوبر الصوت العاقل الذي يذكرنا بأن الطريق إلى الذكاء الاصطناعي الحقيقي لا يزال طويلاً، وأن علينا التركيز على الأولويات الحقيقية بدلاً من الانجراف وراء الضجيج الإعلامي.
هذا المحتوى تم إعداده باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي









