متابعة – أمل علوي
في قلب وادي السيليكون، حيث تتربع عمالقة التكنولوجيا على عرش اقتصاد جديد قائم على الذكاء الاصطناعي، يكمن تناقض صارخ يهدد بإحداث زلزال في الأسواق العالمية. من خلال جولة حصرية داخل مقر “جوجل بلكس” مع الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي، يتجلى هذا التناقض بين حماسة الاستثمار غير المسبوقة وتحذيرات الخبراء من فقاعة قد تكون الأكبر منذ انفجار فقاعة الدوت كوم.
السلاح السري وثقة جوجل:
أظهر بيتشاي خلال الجولة فخراً خاصاً بمعمل سري يطور “وحدة معالجة الموتر” (TPU)، وهي الشريحة التي وصفها بأنها “السلاح السري” لجوجل والتي ستشغل يومًا كل استعلامات الذكاء الاصطناعي عبر منصاتها. ووصف بيتشاي الذكاء الاصطناعي بأنه “أكثر التقنيات عمقًا التي عملت عليها البشرية”، معترفًا في الوقت ذاته بأنها ستأتي مع “اضطرابات مجتمعية” يجب التعامل معها.
السؤال المحوري: فقاعة أم لا؟
يظل السؤال الملح الذي يلوح في الأفق: هل يمثل الذكاء الاصطناعي فقاعة على وشك الانفجار؟ الجهات الرقابية والمطورون أنفسهم يبدون قلقهم:
بنك إنجلترا: حذر من “تصحيح مفاجئ” في الأسواق المالية العالمية، مشيراً إلى أن “تقييمات السوق تبدو مفرطة التمدد” لشركات الذكاء الاصطناعي.
سام ألتمان (مدير OpenAI): أقر بأن “هناك العديد من أجزاء الذكاء الاصطناعي أعتقد أنها نوعًا ما تشبه الفقاعة حاليًا”.
سوندار بيتشاي: على الرغم من حماسه، أجاب بصراحة: “أعتقد أنه لا توجد شركة ستكون في مأمن، بما في ذلك نحن”.
التناقض: التحذير والاستثمار العملاق
هذا الاعتراف يثير تساؤلاً محيراً: لماذا تستثمر جوجل أكثر من 90 مليار دولار سنويًا في تطوير الذكاء الاصطناعي، أي بزيادة ثلاثة أضعاف في أربع سنوات فقط، في لحظة تتصاعد فيها هذه التحذيرات؟
مقياس الطفرة والمخاطر المصاحبة:
تمثل طفرة الذكاء الاصطناعي، من الناحية النقدية، أكبر ازدهار للسوق شهده العالم، حيث تتركز ثروة هائلة في حفنة من الشركات:
15 تريليون دولار: هي القيمة السوقية المجمعة لجوجل وأربع عمالق تكنولوجيا آخرين في منطقة واحدة.
نيفيديا: تتجاوز قيمتها 5 تريليونات دولار.
أبل: حوالي 4 تريليونات دولار.
ميتا: 1.9 تريليون دولار.
OpenAI: تمت قيمتها مؤخرًا بـ 500 مليار دولار.
يكمن الخطر الكبير في الاعتماد المذهل لنمو سوق الأسهم الأمريكية على أداء هذه الشركات القليلة، حيث تشكل “السبعة العظيم” (Alphabet، Amazon، Apple، Meta، Microsoft، Nvidia، وTesla) ثلث قيمة مؤشر S&P 500 بأكمله. وصندوق النقد الدولي يؤكد أن تركز القيمة السوقية في عدد قليل من الشركات أصبح أعلى مما كان عليه خلال فقاعة الدوت كوم في عام 1999.
الخلاصة: بين العقلانية واللامعقول:
يختتم بيتشاي بالقول إننا نعيش “بوضوح عصر الذكاء الاصطناعي”، معترفًا بأن كل نقطة تحول تbringز معها فرط في الجماعية. ويقدم تحليله الثنائي للمشهد الحالي:
“أعتقد أن هناك طريقتين للتفكير في الأمر… من المنطقي أن هناك تقدمًا مثيرًا بشكل ملموس… ولكن من الصحيح أيضًا أنه عندما نمر بهذه الدورات الاستثمارية، هناك لحظات نتجاوز فيها الحدود بشكل جماعي كصناعة… لذا أعتقد أن هناك عناصر من العقلانية وأخرى من اللامعقولية في مثل هذه اللحظة.”
هذا التقرير يسلط الضوء على المفارقة المركزية التي قد تحدد مصير الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.








