متابعة – أمل علوي
كشفت شركة ميتا (Meta) النقاب عن نظام جديد للذكاء الاصطناعي التوليدي أطلقت عليه اسم WorldGen، يمثل نقلة نوعية في مجال إنشاء المحتوى ثلاثي الأبعاد، حيث يتحول من مجرد إنشاء صور ثابتة إلى توليد أصول تفاعلية بالكامل.
معضلة النمذجة ثلاثية الأبعاد التقليدية
لطالما شكلت الطبيعة الشاقة والمكلفة لنمذجة البيئات ثلاثية الأبعاد عقبة رئيسية أمام تطوير تجارب المحاكاة الغامرة، سواء للألعاب أو النظائر الرقمية الصناعية أو برامج التدريب. وقد كانت هذه العملية تتطلب فرقاً من الفنانين المتخصصين تعمل لأسابيع لإنجاز بيئة تفاعلية واحدة.
الحل الثوري: عوالم كاملة خلال خمس دقائق
بحسب التقرير التقني الصادر من معامل رياالتي التابعة لميتا، يستطيع نظام WorldGen توليد عوالم ثلاثية الأبعاد قابلة للتجول والتفاعل من خلال أمر نصي واحد فقط، وفي غضون خمس دقائق تقريباً.
ورغم أن هذه التكنولوجيا لا تزال في مرحلة البحث والتطوير، فإنها تتصدى لتحديات رئيسية أعاقت استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في سير العمل المهني، وهي: التفاعلية الوظيفية، والتوافق مع محركات الألعاب، والتحكم التحريري.
من الصور الثابتة إلى العوالم التفاعلية
يتميز WorldGen عن النماذج السابقة بإعطائه الأولوية لخاصية “إمكانية السير” (Traversability)، حيث يولد نظام “شبكة الملاحة” (navmesh) إلى جانب الهندسة البصرية. وتضمن هذه الميزة أن يؤدي أمر مثل “قرية من العصور الوسطى” إلى إنتاج تخطيط متماسك مكانياً تكون فيه الشوارع خالية من العوائق والمساحات المفتوحة قابلة للوصول.
التوافق مع محركات الألعاب
يضمن منهج ميتا أن يكون الناتج جاهزاً للتشغيل على محركات الألعاب، مما يعني إمكانية تصدير الأصول مباشرة إلى منصات قياسية مثل Unity أو Unreal Engine. ويسمح هذا التوافق للفرق الفنية بدمج سير العمل التوليدي في خطوط الإنتاج الحالية دون الحاجة إلى أجهزة عرض متخصصة.
خط الإنتاج المكون من أربع مراحل
قام باحثو ميتا بهيكلة WorldGen كخط أنابيب ذكي معياري يحاكي سير العمل التقليدية لتطوير العوالم الافتراضية:
تخطيط المشهد: يعمل نموذج اللغات الكبيرة (LLM) كمهندس إنشائي لتحليل الأمر النصي وإنشاء تخطيط منطقي
إعادة بناء المشهد: بناء الهندسة الأولية مع مراعاة شبكة الملاحة
تحليل المشهد: فصل الكائنات الفردية within المشهد للسماح بالتحرير اللاحق
تحسين المشهد: توليد القوام عالية الدقة وتحسين هندسة الكائنات
التطبيقات العملية والقيود
يتطلب تنفيذ هذه التكنولوجيا تقييم البنية التحتية الحالية. فبينما يستغرق إنشاء مشهد كامل القوام وقابل للملاحة حوالي خمس دقائق على الأجهزة المناسبة، فإن النظام الحالي لا يزال يواجه بعض القيود، منها عدم القدرة على توليد عوالم مفتوحة شاسعة بشكل أصلي دون ربط مناطق متعددة، مما قد يؤدي إلى عدم اتساق بصري.
مستقبل إنشاء المحتوى ثلاثي الأبعاد
لمؤسسات التكنولوجيا والقطاعات الإبداعية، يفتح وصول أنظمة مثل WorldGen آفاقاً جديدة مثيرة. يُنصح المؤسسات بمراجعة سير عملها الحالية لتحديد مجالات الاستفادة القصوى من هذه الأدوات التوليدية، مع الاستثمار في برامج تدريبية تركز على “هندسة الأوامر النصية للتخطيط المكاني” وتحرير الأصول التي يولدها الذكاء الاصطناعي.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي








