متابعة – أمل علوي
في ظل التسارع الكبير في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، تبرز تحذيرات من تكرار أخطاء الثورات الصناعية السابقة، حيث تستعد بريطانيا لتدفع باقتصادها نحو مستقبل تقني قد يهدد وظائف الملايين ويوسع الفجوة الاجتماعية.
دروس من التاريخ: ليست معاداة للتكنولوجيا بل دفاعاً عن الكرامة
يذكرنا المؤرخ اليساري إي. بي. طومسون في كتابه الكلاسيكي “تكوين الطبقة العاملة الإنجليزية” بأن حركة “اللاضية” في القرن التاسع عشر لم تكن مجرد معاداة عمياء للتكنولوجيا، بل كانت مقاومة منطق “دعه يعمل” الذي تجاهل التأثير الكارثي للآلات الجديدة على حياة العمال. هذا التمييز يظل مهماً اليوم بينما نعيش ثورة الذكاء الاصطناعي.
واقع مرير: عوائد للشركات ومخاطر للعمال
يواجه العاملون في المجالات الإبداعية والرقمية حالياً مشاعر العجز ذاتها التي عاشها أسلافهم:
استخدام غير مرخص لأعمالهم الإبداعية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
تحقيق عوائد مالية هائلة لوادي السيليكون على حساب استقرارهم الوظيفي
تهديد واضح للوظائف الأساسية في المجالات الإبداعية والبرمجية
مخاوف جمهورية: نظرة متشائمة للمستقبل
كشفت دراسة حديثة لمعهد توني بلير أن:
غالبية البريطانيين يرون الذكاء الاصطناعي خطراً على الاقتصاد وليس فرصة
تقلص الوظائف للمستويات الدنيا في المهن المكتبية
تكاليف بيئية كبيرة غير مُناقشة لمراكز البيانات
فشل في الاستفادة من دروس الماضي
تواجه بريطانيا مخاطر جسيمة بسبب:
تسليم مستقبل التكنولوجيا لشركات مثل إنفيديا ومايكروسوفت
تآكل القدرة العامة على الرقابة والتوجيه
تعزيز النخب البعيدة المصالح على حساب الصالح العام
رؤية بديلة: استراتيجية “العامل أولاً”
قدم مؤتمر نقابات العمال البريطانية استراتيجية بديلة تركز على:
رفض حتمية الاضطراب غير المُدار في سوق العمل
إشراك أصوات العاملين في عملية تطوير التقنيات الجديدة
الاستفادة من خبرات القطاعات المختلفة في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي
طريق للمستقبل: إدارة الدولة للمصلحة العامة
كما جادلت الخبيرة الاقتصادية ماريانا مازوكاتو، فإن الاستثمار الحكومي هو الذي قاد الكثير من الاختراقات التكنولوجية، ويجب الآن إدارة الذكاء الاصطناعي لخدمة المصلحة العامة من خلال:
حوار مجتمعي واسع يتجاوز أولويات الشركات الكبرى
مشاركة العاملين في صنع القرار
ضمان توزيع عادل لمنافع الثورة التكنولوجية
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.